الدار البيضاء: التكنولوجيا والدرونات المسيرة لتحديد البؤر السوداء والقضاء على البؤس

استعانت ولاية البيضاء-سطات بطائرات صغيرة مسيرة عن بعد (درون)، لتحديد وضبط البؤر السوداء ومجالات احتلال الملك العمومي والأسواق العشوائية والمخازن والإسطبلات وتجمعات العربات والحيوانات.

وتوفر الطائرات المسيرة قاعدة بيانات من الصور والإحداثيات وزوايا المعالجة الجيدة، التي تساعد رجال السلطة على تنسيق عمليات التدخل لتحرير مقاطعات وعمالات البيضاء من مظاهر الفوضى، بالاستعانة بـ”الطراكسات”.

وعادت السلطات العمومية، بداية الأسبوع الماضي، إلى أحياء المدينة القديمة بمقاطعة سيدي بليوط، حيث تحتل أسواق عشوائية وأكشاك وسط الطرق الأزقة والدروب، إذ قال مصدر إن طائرة “درون” حلقت فوق سماء المنطقة، قبل ذلك بساعات، قبل تدخل رجال وأعوان سلطة وعناصر من القوات المساعدة.

وفككت القوات العمومية إسطبلا صغيرا لتربية الأبقار بـ “درب النكليز”، كما أغلقت محلات تجارية غير قانونية لبيع الخضر والفواكه، وأزاحت سوقا عشوائيا من وسط الطريق، ناهيك عن إنذار عدد من الأشخاص الذين يستغلون مواقف سيارات ودراجات غير مرخصة.

وعادت السلطات للمرة الثانية إلى هذه المنطقة، بعد التدخل الأول، قبل أسبوع، الذي أسفر عن إسقاط جمهورية “البوعارة” التي كان يقودها بـ “درب النكليز” أشخاص استفادوا من مرحلة الرخاء، وانتقلوا من تجميع بقايا الأزبال في مساحة صغيرة، سرعان ما توسعت حتى أصبحت منطقة تثمين كبرى محاطة بسور وباب.

ومع مرور الأيام، تحول المخزن إلى قاعدة لتنظيم عمليات “الهجوم” على حاويات الأزبال بعمالة أنفا، إذ يوفر أصحاب “الشركة” عربات مخصصة لهذا الغرض، تغادر في الصباح وتعود في المساء، محملة بعدد من الأشياء القابلة للتثمين والفرز وإعادة البيع.

ووضعت سطات أنفا حدا لهذا التجمع الكبير من القمامة، وإجهاض مخطط تحويل “درب النكليز” إلى ما يشبه حي الزبالين الشهير القريب من ضاحية المقطم الراقية بالقاهرة بمصر.

وتذرع “الطراكسات” جميع المقاطعات والعمالات دون استثناء، إذ تعطى الأوامر لهدم العشوائيات ومظاهر احتلال الملك العمومي وإزالة معرقلات السير من الطرق والشوارع والأزقة.

بالموازاة، يواصل محمد امهيدية، الوالي الجديد، جولاته الميدانية في أنحاء عمالة البيضاء التي يقطعها، بين الحين والآخر باجتماعات في مكتبه، أو تلبية دعوات لحضور مناسبات رسمية وتدشينات وانطلاق مشاريع.

وقالت مصادر إن الوالي تفقد الشريط الساحلي لعين الذئاب ووصل إلى ضريح سيدي عبد الرحمان وسجل ملاحظات، بخصوص الفوضى التي تحيط بهذا المكان، الواقع قرب أهم منطقة سياحية بالبيضاء.

وزار الوالي، منطقة الأسواق الكبرى بعمالة سيدي عثمان، وبالتحديد سوق الجملة للخضر والفواكه، قبل أن يتجه إلى عمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي، حيث تجري “الاستعدادات” على قدم وساق منذ أيام، وإخفاء كل ما يمكن إخفاؤه في منطقة تعرف تدهورا كبيرا على كافة المستويات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى