ظاهرة الكلاب الضالة تؤرق بال ساكنة بيوكرى

لا تكاد تمر من شارع رئيسي أو حي شعبي في مدينة بيوكرى دون أن تلمح كلابا ضالة تصول وتجول بشكل لافت بات يؤرق بال السكان ويثير الذعر والخوف في صفوف آخرين، من الخطر الذي يمكن أن تشكله على صحة وسلامة الأطفال.

ففي شارع الحسن التاني  الرئيسي بعاصمة اشتوكة ايت باها، وأمام محلات تجارية ومدارات رئيسية، عاينت الجريدة وجود مجموعة من الكلاب الضالة على امتداد الشارع في مشهد مثير للاستغراب.

وبدا لافتا أن هذا المشهد يتكرر في أكثر من شارع وحي؛ وهو ما يجعل المدينة، التي ينشد سكانها التقدم في تراجع مستمر يقربها إلى البداوة أكثر من التمدن والتحضر.

رشيد، الذي يقطن وسط المدينة، عبّر للجريدة عن انزعاجه من الظاهرة، معتبرا أن “الكلاب تعربد ليلا في الشارع وتقلق الساكنة وتمنعهم من النوم في الكثير من المناسبات”.

وأضاف المواطن الشتوكي، الذي بدا غاضبا وهو يتحدث للجريدة عن الموضوع: “ميمكنش أخويا راه حنا فحال إلى عايشين في البادية ولينا”، مطالبا السلطات والمسؤولين بالتدخل من أجل إيجاد حل نهائي للظاهرة المسيئة للمدينة.

لحسن، فاعل جمعوي بمدينة بيوكرى، أكد، في حديث مع الجريدة ، أن ظاهرة الكلاب الضالة باتت “تؤرق بال ساكنة المدينة ”.

وأضاف لحسن: “حرام أن نعيش هذه الظاهرة في مدينة عرفت تطورا مهما، مند نعيين السيد جمال خلوق عاملا على إقليم اشتوكة ايت باها، مبرزا أن الكلاب “أينما وليت وجهك تجدها”.

وتابع الفاعل المدني ذاته موضحا أن الظاهرة أصبحت “تسيء إلى جمالية المدينة وتعرقل السير وتهدد حياة أبناء الساكنة”، مشددا على ضرورة اتخاذ تدابير وبرامج شمولية لمواجهتها والحد منها حفاظا على راحة السكان وسلامة أبنائهم وجمالية المدينة.

ولفت لحسن إلى أن مصالح بلدية بيوكرى أطلقت السنة الماضية حملة واسعة لقتل الكلاب الضالة بمختلف شوارع وأزقة وأحياء المدينة للحد من أخطارها، وهي الخطوة التي لقيت ترحيبا من طرف السكان لاسيما بعدما تعرض بعض عدد من المواطنون أغلبهم أطفال لهجمات متفرقة لهذه الكلاب .

وشدد الفاعل الجمعوي ذاته على أن الظاهرة تحتاج إلى حملة دائمة وليست لفترة محددة، و استفحلت الظاهرة ولا يمكن استئصالها من جذورها بهذه المبادرات المحدودة”.

ودعا المتحدث عينه إلى تفكير جماعي وانخراط كافة المتدخلين لـ”إيجاد حل لهذا المشكل، وهناك جمعيات تطالب بحماية الحيوانات ولا يمكن الإجهاز عليها، هذا جيد؛ ولكن كيف يمكن أن نتخلص من الظاهرة التي أصبحت معقدة في المدينة”، معتبرا أن الحلول المتبعة تبقى “ترقيعية لا أقل ولا أكثر”.

في ظل هذا الوضع، بات من الضروري على السلطات المحلية والجهات المعنية بالأمر، العمل على إيجاد حلول جذرية للحد من ظاهرة الكلاب الضالة في مدينة بيوكرى.

ومن بين الحلول المقترحة، ما يلي:

إطلاق حملة توعية جماهيرية للتعريف بخطورة الكلاب الضالة على الصحة العامة والبيئة، وحث المواطنين على عدم إطعامها أو إيواءها في منازلهم.

التعاون مع الجمعيات المهتمة بحماية الحيوانات، من أجل إيجاد حلول للتكاثر العشوائي للكلاب الضالة.

إنشاء مراكز إيواء للكلاب الضالة، وتوفير الرعاية الصحية والغذائية لها، ثم إعادة تأهيلها وإعادة إدماجها في المجتمع.

تكثيف حملات صيد الكلاب الضالة، وفق شروط إنسانية، وذلك من أجل الحد من تكاثرها وانتشارها.

ولعل هذه الحلول، إذا تم تنفيذها بشكل فعال، يمكن أن تساعد في الحد من ظاهرة الكلاب الضالة في مدينة بيوكرى، وحماية المواطنين من خطرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى