طنجة: ضبط حاوية بها أطنان من المفرقعات وسبائك من الفضة
تلقت مافيا التهريب ضربة موجعة بميناء طنجة، عندما تمكنت الجمارك من ضبط حاوية على متن شاحنة كبيرة محملة بأطنان من الشهب الاصطناعية الخطيرة، إضافة إلى شحنة هواتف ذكية من آخر طراز (500 آيفون 15)، وملابس وعطور لماركات عالمية وكميات كبيرة من سبائك الفضة وعشرات العلب من كبسولات غاز الضحك.
وأفادت مصادر “الصباح” أن ثمن محجوزات العملية التي تمت في الساعات الأولى، بقيادة المدير الجهوي للجمارك تقدر بحوالي مليار و700 مليون، ما جعلها من أكبر العمليات في الحرب على مافيا التهريب، التي تعتمد على خدمات مسؤول سابق في الجمارك يحظي بحماية مشبوهة.
وكشفت المصادر المذكورة، أن عملية الضبط بدأت بتتبع سري بناء على معلومات دقيقة، ثم تطويق الشاحنة عند الساعة الواحدة ليلا، من قبل فريق يقوده المدير الجهوي شخصيا، قبل استدعاء مختلف القوات العمومية المختصة، وأن أولى التحريات المنجزة مع السائق تؤكد أن الاختراق تم من قبل الشبكة نفسها التي وقعت في كمين جمارك ميناء طنجة مستهل غشت الماضي، وبحمولة مشابهة.
وينتظر أن تنفض التحقيقات الغبار عن ملف مماثل تم منتصف الصيف الماضي، لكن الشبكة نجحت في قطع خيوط التحريات والحصول على قرار بإطلاق سراح السائق، مع أن أصابع الاتهام كانت تشير إلى شبكة منظمة تنشط بين المغرب وفرنسا واسبانيا، وتتمتع بحماية نافذين في البلدين، وأن أبحاث عملية غشت الماضي كشفت تورط عديد كبير من المهربين والمتعاونين معها من الداخل.
واعتبرت المصادر ذاتها أن ما يؤكد أن العملتين كانتا من تدبير الشبكة نفسها، تشابه المحتويات، على اعتبار أن كمين غشت الماضي أسقط شاحنة ممتلئة بالمفرقعات وسبائك الفضة وهواتف محمولة، إذ سبق أن تم حجز أزيد من 240 ألف مفرقعة نارية و18 حاوية من كبسولات “غاز الضحك”وكمية كبيرة من سبائك الفضة غير المرخصة.
ويبدو أن الشبكة المذكورة تتوفر على أذرع في الداخل، تمكنها من عرقلة مسارات التحقيق وطي ملفات العمليات قبل الوصول إلى العقول المدبرة، الأمر الذي جعل هذه المافيا تكتسب مناعة ضد توالي الضربات، خاصة بالنظر إلى أن الجمارك سبقت أحبطت عمليات اختراق عدة قامت بها الشبكة المذكورة خلال السنة الحالية، بتوقيف شاحنتين كانت على متنهما أطنان من الهواتف المحمولة والحواسب وكذا ألبسة وعطور ومستلزمات تجميل لماركات عالمية.
ولم يكن بمقدور عناصر الشبكة معاودة المحاولة مرة أخرى، لو أن تحقيقات عملية غشت الماضي أخذت مجراها كما يجب، دون التخفيف من صرامة الإجراءات المطلوبة، خاصة الإبقاء على السائق رهن الاعتقال، إلى حين الانتهاء من جمع خيوط أنشطة المافيا التي أصبحت تتقوى رغم الضربات الجمركية.